Tuesday, July 30, 2013

مقامة العشق

مقامة العشق


حدثني عاشق بن ولهان، عن طائر في الحب وسنان، قال:
ذات يومٍ كنا في حفلة أُنس، والأكل والشرب من كل لونٍ وجنس، والغناء يطرب الحاضرين من الجنِّ والإنس، ويهذب بالألحان كلَّ حس..

إذا بجاريةٍ تحاكي القمر، والنور من وجهها قد انتشر، فعمَّ الفرح الحضور، وانتشر السرور، والشموس من حولها تدور..

وغنت بأعذب الألحان، بصوتٍ عذبٍ رنان:
سرقَت فؤادي دُونما إغراءِ 
وتوسَّدَت عُمري بدونِ رِضائي 
وتدفَّقَ الشعرُ الحريرُ كأنَّما 
تُلقيهِ قنبلةً على الأَعداءِ 
هيَ نظرةٌ من عَينها تُلقى عَلى 
قلبِ المحبِّ، فصارَ كالأشلاءِ

سألتها عن اسمها، فلم أجد غير صمتها، فزادَت قلبي هياما، وصيرَت لساني حماما، وأنا الفارس المعروفُ بالحسام، أمتطي الأُسود وأركب الغمام..

صرتُ شاعراً أنظِمُ الموزون، وأكتب كعاشقٍ مفتون، وهاجَ بيَ الشوق إلى الوصال، فأعلنتِ الدلال، قاهرَ الرجال، وهادم الجبال، وسلبتي بقدها، لكن قتلتني بصدِّها:
اعتزلتُ القصيدَ حتى شَكاني 
لحنُ حبٍّ بالأمسِ كانَ شَجاني 
فتذكَّرتُ مُهرةً لم تدَع لي 
غيرَ حزنٍ من جَورهِ ما جَفاني 
فكتبتُ الأشعارَ حتى شكَتني 
أحرفٌ ملَّتْ من دموعِ الهوانِ 

ومرت الأيام، وزادت الآلام، وغابت الشمس في السماء، وعشش الحزن في الأرجاء..

وبينما كنت أساومُ الزمان، في بسمةٍ أو لمسة حنان، حتى لاح شبحٌ يودع الجمال، غاب الدلال، وراح مع الأيام، وشيءٌ في عينيه كالغمام، نسيتُ حزني وآلامي، وغنيتُ بأحلى كلامِ، فقلبي لا زال في هواه يذوب، فالشمس أجمل ما تكون في الغروب.

No comments:

Post a Comment