Tuesday, July 30, 2013

قلعة روملي حصار.. فتح القسطنطينية

قلعة روملي حصار هي القلعة التي بناها السلطان الغازيمحمد الفاتح وكانت منطلق فتحه للقسطنطينية ويبلغ ارتفاع أسوارها 82 مترًا وبنيت في 4 أشهر فقط، وهي روعة في الجمال وتحدت التضاريس وكانت معجزة في البناء توقيتًا وبناء.
بنيت القلعة تمهيدًا لفتح القسطنطينية ولإحكام الحصار حولها، وتعد « قلعة روملي حصار» من أهم معالم مدينة إسطنبول التاريخية، وتتميز القلعة التي تطل على مضيق "البوسفور" بأسوارها وأبراجها العالية.
بداية العمل في قلعة روملي حصار
لقد وصل سلطان محمد الفاتح على رأس قوة قوامها خمسون الف شخص، إلى الموقع الذي يوجد به (روملي حصار) في يوم الأحد 5 من ربيع الأول 856 للهجرة، الموافق 26 مارس عام 1452 للميلاد، وذلك لقطع قناة البحر الأسود على بيزنطة، وبالتالي قطع إعاشتها من هناك من جهة، والسيطرة قناة إسطنبول (البوسفور) الأمن بين الأناضول والروملي من جهة ثانية.
ولقد حدد السلطان محمد الفاتح بنفسه مكان قلعة الحصار وهدم كنيسة سان ميشل الموجودة هناك، وأضاف أنقاضها إلى المواد التي أتي بها من الأناضول، كما أتي بالخشب من «أرغلي- قره دنيز» و«أزمير»، وبقى في هذا الموقع حتى نهاية شهر أغسطس، حيث عمل إشرافًا مباشرًا على أعمال البناء، التي استخدم فيها بين 3 و 5 آلاف عامل، وعشرة آلاف رجل بصفة مساعدين، ونجح في إنهاء العمل في نهاية شهر أغسطس. ولما كان العمل جاريًا على قدم وساق، في قلعة روملي حصار كان السلطان محمد الفاتح يقوم بإضافة بعض الملاحق إلى قلعة الأناضول، وترميم بعض استحكاماتها، ووضع المدافع والعساكر فيها، وبذلك تمكن من القناة في أضيق محل منها من الجانبين.
زمن قياسي في إنشاء قلعة روملي حصار
ويذكر أن أعمال الإنشاء والبناء في قلعة الرملي التي سميت في المصادر العثمانية باسمها القديم "بوغاز كسن" أي (قاطع القناة)، تمت في أربعة أشهر، وتذكر إحدى الروايات، أنها اكتملت في أربعين يومًا. إلا أنه بموجب المصادر البيزنطية، فإن مجيء السلطان إلى موقع القلعة، كان في 5 ربيع الأول، الموافق 26 مارس وبموجب الكتابة الموجودة على الباب الداخلي من القلعة الناظر على جهة حي "ببك" فكان الانتهاء من العمل في شهر رجب الموافق لشهر يوليو، ولذلك يتضح أن هذا العمل الهائل، قد تم استكماله خلال ثلاثة أشهر ونصف، ولما اكتملت القلعة، ووضع فيها المحافظون، رجع السلطان محمد الفاتح إلى أدرنة وذلك في يوم الاثنين 12 شعبان، الموافق 28 أغسطس.
جدران قلعة قلعة روملي حصار
يذكر أن سمك جدران القلعة بين 20 إلى 25 قدماً، وأن سمك جدران الأبراج المغطاة بطبقة من الرصاص المسكوب، بين 30 ،32، و 35 قدماً. و بنيت القلعة على شكل اسم النبى محمد (ص) لتفريج عن المسلمين باوامر من السلطان.
اكتمال إنشاء أعمال قلعة روملي حصار
لما تم الانتهاء من أعمال إنشاء القلعة، وضعت فيها مدافع، بمختلف الأبعاد، وأقيم فيها أربعمائة جندي مختار، بقيادة فيروز آغا الذي كان السلطان محمد الفاتح يعتمد عليه كثيرًا، وأمر فيروز آغا، بتوقيف جميع السفن المارة بالقناة وإجبارها على تحية السنجق والقيام بتفتيش السفن، وتحصيل رسم مناسب مع حمولتها، وإغراق أي سفينة لا تطيع الأوامر، ولقد قام فيروز آغا بتنفيذ هذا الأمر على الفور؛ حيث تم، على سبيل المثال، إغراق سفينة تابعة للبنادقة، في شهر شعبان الموافق لشهر أغسطس، نظرًا إلى رفضها امتثال الأوامر.
لقد ذكر السلطان محمد الفاتح للوفد، الذي بعثه الإمبراطور البيزنطي للاحتجاج على أعمال الإنشاء، أن هذا تدبير أمني، مشيرًا إلى أن موقع (الحصار) لا يتبع بيزنطة، ولا الجنوبيين، وأنه نقطة عبور، تابعة الأتراك وحدهم، يضاف إلى ذلك، أن توفير الأمن اللازم للقناة، سوف يقضي على قراصنة رودس والبندقية وقاتالان وغيرهم ممن يضر بالتجارة التركية والبيزنطية، على حد سواء. لذلك فينبغي أن يسر الإمبراطور بهذا العمل. مشيرًا إلى أن مراد الثاني لما أراد العبور إلى الروملي عبر قناة جنق قلعة (الدردنيل)، فإن أسطول اللآتين، قد منعه من ذلك، وأنه أضطر إلى عبور قناة أسطنبول بصعوبة شديدة،. ولما رأى السلطان محمد الفاتح إصرار الوفد على موقفه، قال السلطان لأعضائه: "إن الأماكن التي تصل إليها القوة التي أملكها، لا تصلها آمال إمبراطوركم، وأنني إذ أسمح هذه المرة، بعودتكم، فإذا تكرر مجيء وفود منكم، فإنني سوف أقشط جلود أعضائها وهم أحياء"، وبذلك طردهم من مجلسه شر طردة، ويبدو أن الإمبراطور أصبح يتعقل ويفهم الوضع، بل إن هناك رواية تشير إلى أنه بات يرسل الأكل إلى العمال العاملين في عملية البناء، بغية التسكين من روع السلطان.
مخطط أعمال بناء قلعة روملي حصار
المخططات التي نفذت في أعمال بناء قلعة الروملي التي تقع على أضيق الحدود بين الساحل الأناضولي والساحل (الروملي) والتي تقدر المسافة بينهما بـ(700) متر، هي من آثار المعماري مصلح الدين، وفي الحقيقة أن هذه القلعة تشكلت من ثلاث زوايا وثلاثة أبراج، ويتحكم برجان منها في البحر، وأحدها في البر، والبرج المضلع الواقع بجانب البحر، بناه الوزير الأعظم خليل باشا جاندارلي، والبرج المطل على قرية حصار بناه صاروجه باشا، والبرج المطل على (حي ببك) بناه زاغانوس محمد باشا، ويروى أن هؤلاء كانوا يعملون بأيديهم في البناء حتى يصبحوا مثلاً يحتذي به العمال.

No comments:

Post a Comment