Tuesday, July 30, 2013

من أنا؟ وأين أنت يا وطني؟


مَن أنا؟

أأنا زَنبقَة نبتَت في فيافيك يا زمني؟ أم أنا كِسرة خبزٍ قد أُغمِست في الدماء؟

أأنا زهرة برتقال، وأشجارك العارية ما عادت تُنجِب غير ملحٍ ورصاص وأشلاء؟

أأنا صبحك الذي تمدَّد بين الغيوم يبغي نورًا، أم أنا شباك ليلٍ عصفَت به الرياح، شرع أحضانه لطائر حسون ألجأه الليل والعواصف للخباء؟

أأنا طفلة تركض بين المروج، بين الدروب، بين أشلاء، قد كانت بالأمس تصنَع مِن بنفسج الحقول قلائد لعرائسها، كشقائق النعمان أصبحت اليوم مُنتثرة، والريح مسك يَطرد عفر الدماء؟!

أين أنت يا وطني؟

ورائحتك المنسية، وقهوتك المُعتقة يا وطني، وسرج خيولك، وبَرقُ سيوفك، وحصونك الشامخات.. أين هي؟

وأين الأشاوس والحرائر، وأين السُّها؟

وأين الطهارة والبراءة، وأين النُّهى؟

كانت ها هُنا، أينها يا وطني؟ أينها؟

قد تركتَني مصلوبة أرقب عودها.

وكلمتنا التي تفرَّقت دماؤها بين دشورنا وديارنا، كل يَبغي ثأرها، قد سجد الفؤاد يدعو ربه أن يجمع شملَها.

أينك يا وطني؟

وهذي الدماء في عروقي لمن ستَسكُب عِطرها؟
والشوق قد بعَث رسائل الحنين، تُشجي ليلي الحزين.

لمَن أبثُّ شَوقي؟

لمَن تصبُّ قصائدي وَجدَها؟
فلتعدْ يا وطنَ العِزَّة؛ فجسمي النحيل المصلوب على ضفافك ما عاد يُطيق الفرقة والانفصال.
ولتعد يا وطن الصولة، فاسمي الموقوف على حدودك يرتجي الوحدة والوصال

No comments:

Post a Comment