Showing posts with label الواجهة. Show all posts
Showing posts with label الواجهة. Show all posts

Friday, August 9, 2013

كل عام وأنتم بخير.. شاركونا بهجة العيد بعدساتكم..

تحية طيبة أعزائي أصدقاء ومتابعي مدونة بلاد ي المغرب..
كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الفطر المبارك أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات.
اعتدنا في مثل هذه المناسبات أن نضع صوراً نشرتها وكالات الأنباء للعيد ومظاهره من مختلف أنحاء العالم، لكننا هذا العيد سنقوم بشيء جديد هو أن نتشارك جميعاً ما رأته عدساتنا في هذه الأيام المباركة.
إن كنت تحب التصوير انتقي لنا صورة مميزة مما رأته عدستك في هذه الأيام وارسله لنا عبر بريد الموقع:
candelmaroc@gmail.com
مع إرفاقك اسمك ومكان التقط الصورة وكلمة تنقل لنا بها ما شعرته وأنت تلتقطها، وسنقوم بجمع هذه الصور ونشرها في موضوع خاص
ولكم مني ومن مدونة بلادي المغرب خالص الأمنيات بعام مليء بالنجاح لكم ولكل من تحبون..

Tuesday, August 6, 2013

شباب آخر زمن


هذا العنوان اخترته قبل أكثر من عشر سنوات لمحاضرة ألقيتها على الشباب في نشاط صيفي، وقبل البدء وزعت أوراقاً على الجمهور ليكتبوا توقعاتهم عن دلالة العنوان؛ فجاء معظمها عن (شباب المخدرات) (شباب التقليعات) وهكذا، ثم اخترت العنوان نفسه لمحاضرة ألقيتها في إحدى الجامعات، وكررت السؤال وتكرر الجواب، وها أنا ذا اليوم أكرر العنوان نفسه.
في المرة الأولى تحدثت عن شباب المقاومة والانتفاضة في فلسطين، وقدمت نماذج منهم في العشرينات والثلاثينات من العمر؛ لكنهم قدموا أرواحهم في سبيل الله وأرعبوا العدو الصهيوني حتى صار يعد قتل الواحد منهم نصراً عسكرياً وإنجازاً استخبارياً من الطراز الأول.
وفي المرة الثانية تحدثت عن شباب التطوع والخدمة في أعمالهم المتنوعة لمساعدة المحتاجين وإغاثة المنكوبين والمحافظة على البيئة وحملات التوعية ونحو ذلك.
ففي كل مرة كنت أحرص على أن أقدم صورة إيجابية عملية شواهدها حية وأمثلتها قوية، وذلك لأنني مؤمن بأن في شبابنا خيرًا كثيرًا، وأن في داخله طاقة حيوية، وفي نفسه مشاعر خيرية، وفي فكره آراء ورؤى إيجابية، وأن المشكلة تكمن في أنه ليست هناك قنوات تستوعب الطاقة وتستثمر الحيوية وتوجه الفكر وتحول هذا الشباب إلى قوة دافعة منتجة.
أمتنا شابة، ونسبة الشباب في مجتمعاتنا هي الأكبر عالمياً، واليوم جلّ شبابنا متعلمون، ومع الانفتاح الإعلامي والثورة المعلوماتية صار أكثرهم مطلعين وجلّهم واعين، ورؤيتهم للواقع فيها طموح للأفضل ورغبة في التغيير والإصلاح، وعند مقارنتهم لواقع دولهم ومجتمعاتهم مع دول ومجتمعات أخرى أقل في الموارد والثروات وليس لديها
ما في الإسلام من شرائع محكمة، وأخلاق فاضلة، ومنهجية متكاملة؛ ومع ذلك يرون تلك الدول متفوقة علمياً، ومنتجة صناعياً، ومتقدمة اقتصادياً، وهنا نجد الاتجاهات مختلفة؛ ففئة تستسلم لليأس والإحباط، وقلة تهوي مع الملهيات والمخدرات، وجموع أخرى تتحرك لمزيد من التعليم والتأهيل والتطوير والتغيير.
وشباب اليوم – كما رأينا في الأحداث – هم شباب الثورة والانتصار، وهنا أسجل معالم جديدة لشباب آخر زمن .
إنهم شباب التقنية والتواصل في الفيس بوك والتويتر واليوتيوب والبلاك بيري .
إنهم شباب التعليم والتدريب من خريجي الجامعات والحاصلين على الشهادات والمنخرطين في الدورات .
إنهم شباب الوحدة الوطنية الذي يوحّد ولا يفرّق ، ويأتلف ولا يختلف .
إنهم شباب المدينة والحضارة الذي يحافظ على المرافق العامة وينظف الشوارع ويمارس السلوك الحضاري .
إنهم شباب السلم الاجتماعي الذي يرفض العنف ويمتنع عن التخريب ويتقن فن الحصول على الحقوق بإيجابية وحيوية وقوة وقدرة دون حاجة للمواجهة والعنف .
إنهم شباب الوعي السياسي الذي قدم نموذجاً في الفهم والتحليل وأسس بناء الدولة الحديثة .
إنهم شباب واعد لديه كثير مما يمكن أن يقدمه ويسهم به في خدمة مجتمعه ونهضة أمته .
وهناك قلق لمسته لدى بعض الغيورين أنهم يريدون لهذا الشباب صبغة دينية لها في أذهانهم صورة معينة، وأنا لست قلقاً بشكل كبير، ولا شك أنني محب وحريص على تدين شبابنا، ولكنني أقول إن تدينهم فطري، وإن كثيرين منهم ملتزمون بالفرائض ولديهم عاطفة إيمانية ورؤى إسلامية، ولا ننسى أن إسهامهم التقني والعلمي والعملي ودفعهم لعجلة الحياة المدنية هو إسلام؛ فالإسلام هو الحياة، فتحية لشبابنا.
 وآمل أن يقولوا لنا: " اللهم اجعلنا خيراً مما يظنون واغفر لنا وما لا يعلمون "، وأنا أتمنى أن يكونوا أعلى من قول القائلين ومدح المادحين، وأن يترجموا قول الشاعر:
قد نهضنا للمعالي ومضى عنا الجمود *** ورسمنا خطى للعز والنصر تقود
وأن يجسدوا الصورة المتمثلة في قول الشاعر:
على قدر أهل العزمِ تأتي العزائمُ *** وتأتي على قدر الكرامِ المكارمُ
وأخيراً أهديهم قول إقبال:
همُمُ الأحرار تحيي الرِّمَما * نفخةُ الأبرار تُحيِي الأُمَمَا

أحبك ولكن ... !


الحب أيها الصديق لا مثنوية فيه، ولا يحتاج إلى إفراط في الاعتدال، نبض القلب، وشوق الروح، فلم الاستدراك إذاً؟ "أحبك ولكن أختلف معك!"
وهل يوجد اثنان إلا وبينهما اختلاف ما ؟
هل لحظة التعبير عن الحب هي أفضل وقت للحديث عن الاختلاف؟
وربما لو لم تكن مختلفًا معي ما أحببتني ولا أحببتك، فالمرء يبحث عن شيء مختلف بعدما أحب نفسه التي هي هو!
هل سمعت بالشاعر المثقب العبدي الذي يقول:
فَإِمّا أَن تَكونَ أَخي بِحَقٍّ ... فَأَعرِف مِنكَ غَثّي مِن سَميني
وَإِلّا فَاطَّرِحني وَاتَّخِذنـي ... عَــــدُوّاً أَتَّـقـيـــــكَ وَتَـتَّـقيـنـــي
فإني إنْ تخالفني شمالي ... بشــيءٍ ماـ وصلتُ بها يميني
إذاً لقطعتها ولقلتُ بينـي ... كـذلك أجتـوي مـن يجتـوينـي!
أتراه صادقاً؟
كلا؛ فالإخاء الحق ليس موافقة تامة، ولا ذوبانًا، ولا تبعية، وقد يخالفك أحب الناس إليك ويظل الحب قائمًا رغم الخلاف، وليس البديل عن الحب هو العداء والحرب، وربما مرّت بالحب عاصفة عابرة كدَّرت الصفو ثم هدأت وعادت دماء الحب تجري في العروق!
ألا تعلم أن لغة الصفح والتسامح تعني القوة والسيطرة على المشاعر السلبية، أن تملك نفسك عند الغضب {وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} [الشورى:37] !
"أحبك ولكنْ احتفظ بكرامتي وكبريائي وعزة نفسي".
كلا أيها الصديق، فالحب لا يجيد هذه الحسابات، ولا يعد التواضع للحبيب ذلاً أو مهانة..
هَنيئاً مَريئاً غَيرَ داءٍ مُخامِرٍ ... لِعَزَّةَ مِن أَعراضِنا ما اِستَحَلَّتِ
"أحبك بصمت ولا أستطيع البوح".
ليس هذا بمقدورك، فالحب الصادق تبوح به العيون والملامح والقسمات إن لم تعبِّر عنه الحروف والكلمات، والبوح هو الماء الزلال الذي يروي شجرة الحب ويبعد عنها شبح الجفاف والتَّيبُّس!
وَتَلَفَّتَتْ عَينِيْ فَمُذْ خَفِيَتْ ... عَنِّيْ الطُّلُولُ تَلَفَّتَ القَلبُ
"أحبك ولكن العتب يطرى على بالي!"
لك العتبى حتى ترضى، والعتب العابر حياة للحب، ما لم يتحول إلى ملامة دائمة توحي بانفكاك رباط الوصل!
"أحبك ولكن جرحك غائر في ضميري"
لله قلبك الطيب الذي ما زال يحتفظ بالحب رغم الجراح، لم لا تعوّد قلبك نسيان الآلام ليكون أقدر على استقبال موجات الفرح والسعادة؟
"أحبك ولكن أغار عليك"..
وهل تقبل أن يتحول الحب إلى أنانية واستفراد؟
أوليست الغيرة مفتاح الفراق فلم الغيرة في غير ريبة؟
أليس لأجل دوام الحب يتوجب مدافعة الشعور السلبي والاستعانة بذكر الله ودعائه على نوازع النفس الضعيفة؟
"أحبك ولكن أعرف أن الطريق إليك مستحيل"!
كلا؛ لا مستحيل مع الإيمان بالله القادر على التغيير:
وَقَد يَجمَعُ اللهُ الشَّتِيتَينِ بَعدَما ... يَظُنَّانِ كُلَّ الظّنِّ أَن لاَ تَلاَقِيَا!
والطرق إلى الحبيب بعدد الأنفاس والخطرات !
"أحبك ولكن البُعد قدر مكتوب"
والحب قدر مكتوب.. والمؤمن يدافع القدر بالقدر، وإذا تقاربت القلوب فلا يضير تباعد الأجساد!
"أحبك ولكن هل تحبني؟"
لئن كنت السابق بالفضل، فلا أقل من أن أبادلك الجميل بمثله
وَلِلقَلبِ عَلى القَلبِ ... دَليلٌ حينَ يَلقاهُ!
وإذا عجزت عن أن أكون مبادرًا مثلك فلأتعلم منك وأقفو خطاك!
"أحبك ولكن على طريقتي.."
لك ذلك.. فللناس فيما يعشقون مذاهبُ!
ربما لا تحسن تزويق العبارات ولا سبك الألفاظ ولا نظم القصيد، فحسبي قلبك الطاهر ولسانك العف، وحفظك لمحبك في حضوره ومغيبه!
"أحبك ولكن كيف أنساك؟"
أرجو ألا ينسيك الشيطان ذكر أخيك، فليس الحب سجنًا تطلب الفكاك منه.. فإذا طرأ النسيان عليك فهي آية تقصير أو ذنب أحدثته وحيل بيني وبينك بسببه، فاستغفر الله العظيم من كل ذنب يحول بيني وبين أحبتي.
"أحبك ولكن تغيّرت"!
وَقَد زَعَمَت أَني تَغَيَّرتُ بَعدَها ... وَمَن ذا الَّذي يا عَزَّ لا يَتَغَيَّرُ؟
إن الحب الحق هو ذاك الشعور الراسخ الذي قد يتغير في طريقته ولكن لا يحول ولا يزول.. حتى الموت لا يمحوه، وفي لقاء الآخرة {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف:67].
أحبك يا وطني.. ولكن..
ويلي عليك، وويلي منك!
أحبك.. ومن الحب ما قتل!

Thursday, August 1, 2013

النخوة التي ماتت

لم أتصور أن يأتي يوم وتصبح شيمنا وأخلاقنا كعرب أولا وكمسلمين عاجزة عن نصرة أخواننا في غزة وفلسطين أو أي مكان!!

لطالما تغنى العربي بنخوته وشيمته وفزعته لنصرة جاره أو من يستنجد به حتى وان كان لا يعرفه. وفي يومنا الحاضر ماتت تلك النخوة وتلك الشيم عن نصرة أخوة الدين والدم وهذه صرخاتهم تكاد تصم آذاننا يوميا بل كل ساعة وكل دقيقة.

ماذا دهى العرب وماذا حدث لشيمنا وأخلاقنا ونخوتنا!!؟ هل ماتت تلك النخوة بسبب تكرر مناظر الاضطهاد والذل في أخواننا في فلسطين أم قتلها حكام العرب بإذلالهم للنخوة والشيمة والفزعة في قلوب الشعوب.

من الذي يتحمل وزر ما يحدث من تخلي العربي عن أخيه العربي الذي يستنجد به في اشد حالات الاستعباد والهوان على النفس الأبية. لماذا ألجمنا آذاننا عن سماع واقع أخواننا في غزة وفلسطين بينما نسمع يوميا عن موت الكلب المدلل فلان وهروب القطة فلانة وتسرب النفط وأثره على اسماك لويزيانا، ونزول الأسهم وصعودها!!.

يا أمة العرب، هناك شعب مسجون في غزة، بعضهم قد لا يجد قوت يومه وبعضهم لا يجد الدواء ولا الكساء، وأنتم منعمون في نعم الله التي تجبى إليكم من كل مكان، ألا تشعرون أن هناك أمرا يستحق منكم الشعور بالمسؤولية تجاه إخوانكم في ارض غزة وفلسطين بصورة عامة.  يا أمة العرب التي شرفها الله بحمل رسالة  الإسلام و الأخلاق والنخوة إلى العالم ألا تشعرون أنكم مقصرون في نجدة إخوة لكم يحاربون على الهوية ويقتلون على الدين وتسفك دمائهم بلا رحمة ولا شفقة.

بالله عليكم متى ستتحرك فيكم نخوة العرب، أعندما تصفى فلسطين وغزة من كل مجاهد أم عندما يسحق كل سكان فلسطين الصالحين ولا يبقى إلا العملاء والخونة، وهل بعد رخص دم العربي في فلسطين سيكون هناك أمر اشد من ذلك!؟ فلا أظن أن دم العربي سيكون ارخص مما شاهدناه ونشاهده يوميا في أخواننا في فلسطين والعراق. أم أنكم تنتظرون حتى تجدوا اليهود في ارض المدينة المنورة يعيثون فيها فساد وتقتيلا مطالبين بخيبر أو على ضفاف نهر النيل مطالبين بأرض اليهود القديمة في مصر.

نخوة العربي التي تأبى أن ترى الظلم والذل والهوان، تتلاشى في قلوب وعقول العرب شيئا فشيئا، ويحل محلها إسقاط نفسي وهزيمة داخلية تكاد تذهب ببقايا الرجال وتكاد تجعلنا ننتظر بعثا جديد من نساء الأمة لعلهن أكثر نخوة من هؤلاء الرجال المسوخ.

حكام العرب يسمعون ويرون يوميا ما يحدث في غزة وفلسطين، أيعقل أن اردوغان التركي الشهم أكثر شعورا بالمسئولية من واحد وعشرين رئيس دولة وواحد وعشرين قائد وواحد وعشرين أمير للمؤمنين. هل يعقل أن تركيا تخرج عن بكرة أبيها تنادي بفك الحصار عن غزة والعرب نيام بين القصور والجواري والذهب والفضة.  أي نخوة هذه إذا كان  العربي متقاعس عن القيام بواجبه بينما نجد الفزعة من الأوروبيين والمسيحيين، بل ومن بعض اليهود الذين يشعرون بالخزي مما يفعله بنو جلدتهم.

وهل تبقت أي شيمة فيكم أيها العرب بعد أن رأينا كيف تخرج النساء كبارا وصغارا لركوب سفن فك الحصار بينما نحن نربي الكروش والعروش حيارى بين المنتزهات والمنتجعات. لقد أصبحت اخجل من عروبتي، بل أكاد اشعر أنها عار علي وعلى كل من يحملها.  إن واقع الشيمة العربية والنخوة مزرٍ في ظل القتل الواضح لكل نخوة العرب وشيمهم الذي تمارسه الحكومات العربية بشتى الصور والأساليب.

فتارة يمنعوننا عن التبرعات لإخواننا في غزة. وتارة يغلقون الحدود بيننا وبينهم، وأخرى يحاربون حتى التجمع السلمي من اجل نصرة إخواننا ولو بالكلمة أو المقالة أو الحديث العلني. إننا نحارب في كل مشاعرنا وكل أحاسيسنا تجاه أخواننا في غزة وقضية فلسطين بكل أساليب القهر والذل ، حتى بات ذلنا في بلادنا العربية اشد من واقع فلسطين وواقع غزة.  لقد فتحت السجون لكل من ينوى أن يناصر إخوانه في فلسطين أو غزة. وأغلقت الحدود والخنادق الأرضية وبنيت السدود الفولاذية والأسمنتية إمعانا في قتل وريد الحياة الوحيد إرضاء لليهود وإذلالا للشعوب العربية التي ترى أن من واجب دينها عليها أن تنصر إخوتنا في غزة أو في فلسطين.

لقد أصبح من يجمع التبرعات لنصرة غزة وأهلها مجرما وأصبح من ينوي الجهاد هناك مخترقا للقانون وأصبح من يعين على إزالة الظلم عن أهل غزة إرهابي، وأصبح الشعور بوجوب نصرة المظلوم جرم يحاسب عليه صاحبه وأصبحنا تدريجيا بين خوف وفزع من الجلادين والسجون والأنظمة.

إن الموت ارحم مما يفعل بنا اليوم، بل إن موت الإنسان أرحم من أن يرى إخوة له يموتون يوميا وهو عاجز أو تم تعجيزه قسرا عن نصرة أخوانه وأهله من حملة هذا الدين.

يا حكام العرب بدلا من أن نموت في سجونكم وبين ايدي جلاديكم، دعونا نموت في فلسطين، واتركوا دمائنا تسيل هناك أشرف لنا ولكم....فسحقا لنخوتكم التي ماتت وسحقا لشيمكم التي اندثرت.

Tuesday, July 30, 2013

حكاية دموع التماسيح


دنا التمساح الصغير بلياقة واحترام مِن كبير التماسيح ونظَر إليه مليًّا، لم يَكترِث الكبير؛ لأنه كان مشغولاً بمتابعة منظَر الظِّبيان المتسابقة لاجتياز الممرِّ الوحيد إلى الضفة الأخرى، حين أعلنَت الرياح الموسمية اقتراب فصل الرحيل.

طال انتظار الصغير التفاتةً مِن هرم القبيلة ومرجِعها المعرفيِّ الشامخ، لكنه صمَد ولبث في مكانه يترقَّب هو الآخَر ويُتابِع بمُتعة حركات الكبير، يتعلَّم دروسه النظرية الأولى في المراقَبة قبل أن يحلَّ يوم التطبيق والعمل الجاد.

بحركة مُتعبَة متثائبة استدار الكبير ناحية الصغير ورمَقه، كمَن يقول لآخَر في صيغة تعليميَّة؛ لتحقيق كفاية تواصُليَّة أو منهجية أو ثقافية ما: "يجب أن تُراقب أولاً قبل أن تَنزِل إلى القاع فتُعمل أنيابك في هذا اللحم الطريِّ...!! لكن التمساح الصغير لم يأبَه لهذا الدرس النظريِّ، ووجه سؤالاً لم يكن الكبير ينتظره: "ما سرُّ هذه الدمعة على طرف عينَيك؟ إنها لا تغيب رغم أنك تَغطس في أعماق النهر! هل هي إرث أم أنها وحم؟"

استلقى الكبير على ظهرِه مِن فرط الضحك، لكنه سرعان ما اعتدل في هيئته، وغاب في تفكيرٍ طويل نسيَ فيه هذا الصغير الذي عكَّر عليه صفو تأمُّل عميق لقطيع الظباء وهي تَجتاز في جوٍّ احتفالي وإيقاع سمفوني يُسابق الحياة والموت، ثم ندت عنه تنهيدة مُنبعِثة مِن أعماق معدة أطبَق عليها لحم الظباء وما عادت تتَّسع للهواء، ثم قال في تؤدة: "يا صغيري هذه حكاية لعنَة قديمة؛ فقد كانت التماسيح في زمن غابِر تَمشي على قدمَين ولا تقتات إلا مِن ثمار الأشجار والنبات، وتتمتَّع بقوة وسرعة لا مضاهي لها إلا مِن بعض المخلوقات التي تَمشي على اثنين كبني آدم، لكن ذات يوم وقع ما لم يكن في الحسبان!! وقبل أن يَسترسِل في كلامه، كان الصغير قد استحوَذت عليه الحكاية وسال لعابه للبقية الآتية، فغاب يتأمَّل هذا التاريخ القديم وما وقع فيه، وعندما رأى أن الكبير قد غَرق مرة أخرى في صمته قال بصوت عال: "وماذا وقع؟" انتبه الكبير إلى الصغير قربَه وتذكَّر أنه كان قد فتح سجل الماضي؛ ليَنقل إلى الصغير حقيقة تاريخ دموع التماسيح، فقال له: "اعلم أن ما وقع مِن حريق وانفجار كان يُهدِّد كل التماسيح بالفناء والهلاك الأبديِّ، لكن الأب الأول وبعض مَن كان رُفقتَه اهتدَوا إلى غارٍ كبير فوَلجوه وأقاموا به مدة طويلة في انتظار أن يسود الهدوء والأمن مرة أخرى، وفي هذه الرحلة بدأ الجوع يَزحف ويُحلِّق فوق الرؤوس ناشرًا رعبًا آخَر؛ فلا يُمكِن المغامرة بعيدًا عن الغار، ولم يكن مِن حلٍّ سوى أن يأكل بعضهم البعض، فكل مَن سقط مِن شدة الجوع يَنتهي إلى معدة إخوانه، ومِن هنا جاءت تلك الدمعة يا بُني، فهي ذِكرى أكل أبنائنا وأهلنا مُكرَهين لا مُختارين! أما عن فقدان القدرة عن الوقوف على رجلين، فقد وقع لأن المكوث طويلاً في غار ضيِّق على بطنك لا تتحرَّك إلا بمقدارٍ هو الذي صلَّب الظهر والعمود الفِقري، وقلَّص الأرجل والأيدي وصيّرها قوائم صغيرة...".

استدار الصغير وتراجع إلى الوراء متوجِّها نحو القبيلة؛ حيث بقية التماسيح ومسحَة حزن تملأ عينَيه التي بدأت دمعة تتكور بجانبهما.

السقوط من الطابق العاشر


تتحدّر الدمعة من عينيه كلما تذكر، ولا شيء يحبسها عند ذاك. تصير مثل شلال منهمر...
كانت تعرف همه وحزنه. وكانت قلقة عليه مثل أم رؤوم، تراه يزداد شحوبًا يومًا بعد يوم، تنطفئ النضارة في وجهه – وهو ما يزال شابًا – مثلما تنطفئ بقايا شمعة قديمة...
تحسّ به يحمل هموم الدنيا فوق كتفيه. قالت له أكثر من مرة:
- أنت تضني نفسك... سلّم الأمر إلى الله..
وكان يقول لها:
- نعم التوكل على الله... ولكن الدنيا جلاد لا يرحم..
طاحونة تحتاج دائمًا إلى المزيد ثم المزيد...
كانت أعباؤه تزداد يومًا بعد يوم. الأولاد يكبرون، وكلما كبر الولد كبر همّه، ومصاريف الحياة لا ترحم، والرجل – يا حسرة – يده قصيرة وعينه بصيرة... يذوي كأوراق الخريف، يتأكَّل من الحسرة والغمّ كما تتأكَّل نشارة الخشب...
قال لها يومًا:
- لم يعد من الغربة بد...
قالت له بحسرة وألم:
- الغربة سيف بتّار... يحزُّ الشَّمل، ويفرِّق الجمع...
- كلُّ الفقراء من أمثالي يضربون في الأرض الواسعة، ويسافرون في جنباتها بحثًا عن الرزق، والتماسًا لأفق أرحب، وعيش أرغد...
كانت كلماته مغموسة بالمرارة، تقطر تعاسة وأسى.
سكتت على مضض، وراح يبحث عن درب السّفر، حتى ((درب المرارة)) – كما كان يسميه – لم يكن سهلاً... ما ترك حيلة حتى يحصل على تأشيرة عمل... وسّطَ ودفع، وراح وجاء... أخيرًا قال لها وهو بين الحزن والفرح:
- حصلت على التأشيرة... سأسافر...
كاد قلبها ينخلع من بين جنبيها... ((ذهبت السَّكْرة وجاءت الفكرة)) سيسافر الرجل ويتركهم... مُكْرَهٌ لا بطل... إنه شديد التعلق بالأرض والدار والأهل.. كم كان ثائرًا على أولئك الذين يرتحلون ويتركون الوطن. كان يقول لها:
- الغريب كاليتيم اللطيم الذي ثكل أبويه.. الغريب كالغرس الذي زايل أرضه، فهو ذاوٍ لا يثمر.. الغريب مُنْبَتُّ الجذور، مقطوع الأصول، الغريب رقم من الأرقام.. وصفر على الشمال... و... و...
ذكّرته هذا، فقال مكابرًا:
- كان هذا من زمان... قبل أن يفرِّخ الحرمان ويعشعش في كل مكان... إن نظرات الأولاد تجلدني... إنهم دائمًا يجدون عند أولاد الجيران ما لا يعرفون.
وقالت والدمعة تفرّ من مآقيها:
- نُعَوِّدهم... نمدّ الرجل على قدر البساط... وأمثالنا كثيرون...
- ولمَ نُعَوِّدهم الحرمان من الآن؟
قالت متشبثة به:
- لأن الغربة أقسى حرمانًا... لا نستطيع أن نعيش من دونك...
خلّص نفسه من بين يديها حتى لا تنهار مقاومته، وقال:
- لن تطول الغيبة...
ألقت آخر سهم لعلها تثنيه:
- لقد تغيّرتَ وغيّرت مبادئك... أنسيتَ حديثك عن الغريب الذي يصبح بلا لون ولا شكل ولا رأي.. ألم تقل دائمًا إن الذين بسط الله لهم في الرزق أصبحوا ينظرون إلى من يأتي إليهم ليعلمهم ويساعدهم نظرتهم إلى المرتزقة والشحّاذين؟... ألم تقل... قطع كلامها مخفيًا وجهه بين يديه:
- لا تصدِّعي رأسي... كان هذا كلامًا مثاليًا قبل أن يصبح فوق كاهلي جبل من الأعباء والمسؤوليات... أنا بحاجة إلى التجلد يا امرأة... أرجوك..
يقلّب عينيه في الغرفة الحقيرة، يتفرّس – على ضوء مصباح خافت يأتي من الخارج – في وجوه النائمين... خمسة وهو سادسهم يغطون في نوم عميق، وقد علا شخيرهم بعد يوم من العناء الثقيل...
جمعتهم الغربة، لا يستطيع أي منهم أن يستأجر غرفة أو بيتًا وحده، فاحتمل بعضهم بعضًا على مضض... كانوا من مشارب شتى، ومهن مختلفة... معلم، وموظف، ولحام، وبنَّاء، وصبي مطعم، وخطَّاط...
لكل واحد شأنه وشجنه، طحنتهم الغربة. جاؤوا إلى هنا يحسبون جمع المال كقطف الثمر، فوجدوا طريقه أشق من رمال الصحراء وقت الهجيرة. والقوم الذين تركوهم يحسبونهم يجمعون المال من على قارعة الطريق... محسّدون ((مضروبون بحجر كبير)).
مضى عليه سنتان، مرتا كدهر، لم يوفق إلى عمل إلا بعد مرور سنة. أنفق ما قدم به، وبدا كأنه يبدأ من الصفر، وهو الآن معلم في مدرسة خاصة، لا يكاد راتبه يكفيه إلا لمثل هذه المعيشة الحقيرة...
جال ببصره في الغرفة، كأنها مهجع عسكر، ثلاثة على أسرَّة مهترئة، وثلاثة على فرش في الأرض. دلّلوه لأنه المعلم المثقف فيهم، فأعطوه أحسن سرير... ولكن أي معيشة هذه؟ عيشة الكلاب أحسن منها، يتعالى الشخير كأنه خوار البقر، معذورون... أضناهم التعب، وهدهم الذل والحرمان.
ما الذي أتى به؟ لماذا لم يبقَ على مبادئه التي ذكَّرته بها؟ عسرك في بلدك خير من يسرك في غربتك. يضحك في سرِّه ساخرًا... أين اليسر أصلاً؟! لم ير هنا إلا العسر والذل... انطبق عليه المثل: حَشْفًا وسوء كَيْلَة... غربة وذلة...
كان يحسب أنه سيرضى بالمر هربًا من الأمر، ولكنه هرب من تحت ((الدلف)) إلى تحت ((المزراب))...
فكر مرات أن يعود.. ولكن كرامته لم تسمح له. أيعود هكذا خاوي الوفاض؟ لابد أن يتحمل لعلها تفرج. وعده المدير – لما رأى حسن أدائه وغزارة علمه – أن يكلِّفه بساعات إضافية...
ألقى نظرة على النائمين.. شخيرهم كصفارات الإنذار.. فساؤهم وضراطهم وروائح الأرجل واختلاط الأنفاس تجعل الجو خانقًا يبعث على الإقياء... ولو غادر الغرفة إلى الخارج للفحته نار الجو الحارقة ورطوبته الخانقة..
لماذا ترك موطنه؟ كلما تذكر زوجته وأولاده تحدّرت دموعه كسحاب منهمر.. قالت له:
- القلة أهون عندنا من الفراق..
وبكت لتثنيه، ولم يشفع بكاؤها. كان يأسه من الوضع في وطنه عارمًا. ضاقت عليه الأرض هناك. حسب الأرض هنا ستكون أوسع.. فإذا أحلامه كالسراب.. صار كالبعير الناشز عن موضعه، إنه يتأكَّل يومًا بعد يوم كما يتأكَّل قلم الرصاص.
صحا في الصباح... لم يدر إن كانت سِنَةٌ من النوم قد عرفت طريقها إلى عينيه أم لا؟ ذهب إلى المدرسة يعلم أولادًا مترفين مرفّهين أتوا لقضاء الوقت والحصول على شهادة بلا دراسة... إن معاناته معهم وحدها مأساة، مطلوب أن ينجِّحهم جميعًا... التنجيح هنا بالمجان، ولو رسب طالب حمل المعلم وحده المسؤولية... بل قد يوضع في قفص الاتهام... مطلوب هنا أن تخون أمانتك حتى في العلم...
كان كلما شكا من كسل الأولاد وتقاعسهم وقلة تحصيلهم العلمي قال له زميل أقدم خبرة، وهو يرى فيه بعض الانضباط أو ((الشدة)) كما كان يسميها:
- احذر أن ترسِّب أحدًا... تفتح عليك بوابة المشكلات... وقد يُلْغَى عقدك...
كان إلغاء العقد أو التلويح به سيفًا مصلتًا على رؤوسهم باستمرار... لا تهمُّ هنا كفاءتك وعطاؤك العلمي بقدر ما يهم أن تنجِّح و((تُمَشّي)) و((تمسح الجوخ)).
عندما رجع إلى الغرفة بعد انتهاء الدوام وجد الرفاق المشاطرين له في السكنى واجمين حزانى، علم منهم والدموع تكاد تفرّ من مآقيهم جميعًا أن ((حسان)) عامل البناء الذي يسكن معهم قد سقط في أثناء عمله من الطابق الثالث في إحدى العمارات التي يشتغل فيها، وقد نقل إلى المستشفى، وهو راقد في العناية المشددة بين الحياة والموت.
طفرت الدموع إلى عينيه... اعترته مشاعر شتى لم يستطع تفسيرها... أحسَّ كأنه يهوي من مكان سحيق في فضاء من المجهول...
كان حسان شابًّا وسيمًا لم يجاوز العشرين... أتى من إحدى قرى سورية... كان أحد الفقراء المطحونين.. قبل أن يعمل هنا مع مقاول جشع يأكل جهده وعرقه مقابل مبلغ تافه يتقاضاه آخر كل شهر. لم يكن أمامه خيار آخر.. كان عملاً مضنيًا خطيرًا.
كان يحلم باستمرار أن يدخر بعض المال ليدفع ((بدل العسكرية)) ويتزوج ابنة خالته التي أحبها، ويبدأ عملاً متواضعًا... كان يحلم بشراء ((تاكسي)) والعمل عليها...
تحدرت من عينيه في تلك الليلة دموع كثيرة... أضناه التعب من الأرق والسهد... كان كلما غفلت عينه لحظات داهمه كابوس مريع... يرى نفسه يهوي من الطابق العاشر في إحدى العمارات وينقل إلى المستشفى ليرقد إلى جانب حسان بين الحياة والموت..
هب من نومه مذعورًا يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم... كان الفجر على وَشْك أن ينبلج، أخذ ورقة وقلمًا وراح يكتب وهو في حالة من الذهول والذعر:
((عزيزتي... ماذا أقول لك... لن أقول شيئًا... لن أبث الرعب في نفسك مثلما هو مبثوث بين جنبيّ... سأحدثك عن كل شيء عندما أعود..
سأعود... قررت أن أعود حيًّا... سامحيني أن أعود خاويَ الوفاض... ولكن ذلك خير من ألا أعود... سأنتظر ظهور صباح هذا اليوم وأنزل لأقطع تذكرة في حافلات النقل الجماعي....)).
((زوجك))

التفكير والتضليل


ما الفرق بين جميع الأوقات؟ هل هناك فَرق؟ البعض سيَضحك من سؤال بسيط كهذا، والبعض يُجيب، والبعض يقرأ ويُكمِل؛ لِيرى وينظُر ويتعلم ما سبب طرح السؤال.

24 ساعة تمضي دُون أن تشعُر بقِيمة كُل ساعة، كل ساعة مرَّت ولم يشعر الإنسان بتغيره، البعض وهب لكل ساعة قيمة، ولكل يوم مكانه، وكل أسبوع زمانه، وكل شهر وسنَة تعلم ما الاستفهامات التي مرَّت به ووجد جواب لكل استفهام.

لقد أكرم الله - عز وجل - الإنسان عن سائر المخلوقات الحية، بمِيزة العقل، فبواسطته يستطيع أن يميِّز الصحَّ والخطأ.

إذًا ما سبَبُ تَعثُّر الإنسان في حياته الدنيوية؟ لماذا لا يَستطيع أن يرى طريقه؟ هل ضلَّ طريقَه بإرادته؟ أم هناك من ضلل طريقَه، فسار معه وهو مُدرِك أن الطريق مُعتم، ولكنهُ مُجبَر أن يسلك الطريق؟ أم أنه لا يعلم ما الطريق الصالح والطريق غير السوي؟

التفكير والتضليل جزء من حياة الإنسان:
البعض يُفكِّر بتفكيره، يجد ضالته، فأنار تفكيره وتفكير من حوله، وأصبح يسير دون وجَل؛ لأن طريقه أصبح واضحًا مُنيرًا، فأصبحت دنياه مُبهِجة دون أي استفهام ليُفكر ويُتعب تفكيره.

وهناك من فكر ورأى أن هناك الطريق الذي سيُنير حياته، وحياة غيره، ولكن لا يستطيع أن يذهب إليه، فالطريق مسدود، والوصول إليه صعب وشائك، فيبحث عن طريق آخر قد يجد ما يريده ويُريح تفكيره، وقد يَمكُث دون بحث؛ لأنه تعبَ، ولا يريد إجهاد ذاته وإجهاد غيره؛ ففضَّل البقاء بمكانه.

وآخَرون يجدون طريقهم وقد أنير بوجود من يُنير طريقهم بكل الأوقات، فأصبح بمَكانة مرموقة؛ لأنه وصَل وقد اتَّضح طريقه، فأمسك بأول خيط سيكون انطلاقاته وانطِلاق غيره.

هناك ثلاث فئات: فئة قد تجد مكانتها، وفئة لا تجد، وآخرون يبحثون عن مكانتهم.

عند بزوغ الفجر وغروب الشمس، ولنهاية كل وقت وليله المُظلم، قد لا يراه البعض وقد يراه، لمن أراد.

هناك من يستيقظ بانتظار بزوغ فجر جديد لينير ويشرِق كشروق شمسها، وهناك مَن لا يُميز بين الأوقات، فجميع أوقاته مثل أي وقت يراه لا فَرق بينهما، وآخَرون لا يستطيعون أن يستيقظوا؛ لأنهم لم ولن يشاهدوا أي فرق بين التوقيت، فحياتهم عتمة، لم يشعروا بجَمالها وفرق توقيتها.

العقل زينة الحياة، البعض يَهَبُ عقله لغَيره؛ كي لا يُتعِب ذاته؛ لأنه تعود على أن يكون نائمًا طوال وقته، والبعض يهَب عقله لذاته ولا يرى إلا نفسه وذاته، ينظر للجميع نظرة استِصغار؛ لأنه يراهم في نظره لا شيء.

فالأول والثاني مثل بعضهم، لا يَبحثون عن الحقيقة، لا يُريدون النور، لا يريدون إضاءة نور الشمس؛ كي لا يُجهدوا تفكيرهم ويجهدوا تفكير غيرهم بنظرهم.

عِندما يشع النور سيتَّضِح كل شيء لم يره بوقت آخَر، سيتعب البعض كثيرًا؛ لأن النور يُنير كل شائب بوضوح، فتَكثُر الطلبات وقد لا تَنتهي.

هل تستطيع تحديد بُعد نَظرك للحياة؟ انظر وتأمل أين أنت وأين الآخَرون، حدِّد هُويتك وهوية من حولك، إذا كُنت أفضل منهم - من جميع النواحي - فانظر ما ينقصك وحاول أن تُكمله، وإذا كنت أقل منهم، فابحث عن ذاتك، وما الشيء الذي ينقصك وينقص غيرك.

لا تقف مكتوف اليدَين محجوب التفكير، فإنارة الطريق وتصحيح التفكير بداية وانطلاق، أما التضليل ومحاولة إغلاق التفكير، فهي نهاية الطريق، وسيَنعكس لكل من ضل تحت عتمة التفكير.

الجميلة... وحْش


الجميلة... وحْش


فاجأتها وهي تُغيِّر أثوابها، وهج الحياة كان يلفُّها، يحتويهم ويَحتوينا، آلاف النجمات والأقمار والأفلاك كانت تغضُّ الطرْف أمام حسنِها، تتهاوى كاللُّؤلؤ المنثور عند قدمَيها، تعلن لها ولاءها ووفاءها، ما أشدَّ سِحرَها! هالات الشَّوق من حولها ترقبها، تستجدي رضاها، تعبدها، تحني أمامها جِباهًا نسيَتْ كرامتها، تُسلِم لها رقابها، ومقاليد مصايرها، فاتنة العقول، ما أعظمَ فتنتَها!

فاجأتها على حين غفلةٍ منها، أو ربَّما صحوةٍ مِني، فرأيت حقيقتها دون أثوابها، دون زينتها، دون هالات السِّحر من حولها، فانكسرَت مَرايا الوهم، ما أبشعَها! ما أوضعها! أهذه فاتنة العقول؟ كيف لم تُبصر حقيقتها؟ كيف هَوتْها ملايين القلوب حتَّى تنكَّرت لروحها؟ كيف باعت كلَّ الحقائق من أجل وهمها؟ هي اللَّعوب التي لم تفِ لأيٍّ من عُشاقها، ولم تتودَّد إليهم يومًا إلا لتُغمِد فيهم سيفها، قاتلة هي لعشَّاقها، ما أبشع أفخاخها! فهل عرفتموها؟!


نور.. ونار

نور.. ونار


نورٌ ونارْ
واللَّيلُ يعبثُ بالنهارْ
وسفينةُ الأحلام تائهةٌ
تفتِّشُ عَن قرارْ
تمضي وموجُ الليلِ حاصَرها
ويشتدُّ الإسارْ
أملٌ..
وليس لهُ قرارْ
حُلمٌ..
وهل في الحلمِ غيرُ الإنكسارْ
زمنٌ بَوارْ
ورؤًى معقدةٌ
و أشياءٌ تُدارْ
لم نَجنِ من أفكارِها
غيرَ التشردِ والحصارْ
غيرَ التدنِّي لليهودْ
غيرَ التنازل للعدوِّ وللَّدودْ
 ♦ 
نورٌ ونارْ
والحُلمُ في عين الصغارِ
إلى اندثارْ
طفلٌ يسائلُ أمَّهُ:
أماهُ..
أينَ أبي وجدِّي؟!
أين أخوتيَ الصغارْ؟!
أين الذينَ أُحبهمْ
وأعيشُ في أكنافِهمْ
وسطَ الديارْ؟
ولِما يُقيموا حول قريتِنا جدارْ؟!
ولِما يعيثوا في شوارعِ قريتي..
ويهدِّمونَ بيوتنا
ويقتِّلونَ شَبابنا
ويرمِّلونَ نِساءنا
ويروِّعونَ شُيوخَنا
ويقطِّعونَ زُروعنا
وضَحَ النهارْ؟!
ماذا فعلنا
كي يهدَّم بيتُنا
ونذوقَ ألوانَ التشتُّتِ
والدَّمارْ؟!
ماذا فَعلنا
كي نذوقَ الذُّلَّ ألواناً
ويخنقنا الحِصار؟!
♦  ♦
نورٌ ونارْ..
والقومُ قد وقَفوا حَيارى
تائهينْ
قالوا سنَشجبُ أو نُدينْ
فعلٌ مشينْ
حق الكرامة قد أهين
ماذا سنفعلُ..
غيرَ أنَّا نستكينْ
ماذا بأَيدِي العاجزينْ؟!
قالوا سنَرفعُ صَوتنا
في العالَمينْ
لكنَّ رجْعَ الصوتِ
عادَ مع الأنينْ..
♦ ♦ 
نورٌ ونارْ
لكنَّنا للنورِ نَرنُو حالمينْ
للحقِّ..
للإيمانِ..
للفجرِ المبينْ
للنصرِ يأتي فوقَ كفِّكَ
يا شهيدْ
للعِلمِ..
للتوحيدِ..
للنصرِ المؤزَّرِ
واليقينْ.




زَمَانُ الصَّمْتِ


زَمَانُ الصَّمْتِ لَوَّعَنَا 
وَجَرَّحَنَا بِأَظْفَارِ 
وَلَيْلُ الْجُوعِ يَفْضَحُنَا 
بِصَوْتِ نَحِيبِهِ السَّارِي 
فَلا الْآهَاتُ أُبْدِيهَا 
وَلا تَخْفَى بِأَسْتَارِي 
وَلاعَرَفَتْ لَهَا مَثْوَى 
سِوَى ضِلَعِي وَأَغْوَارِي 
وَغَارَ الدَّمْعُ فِي عَيْنِي 
فَأَجَّجَ فِي الْحَشَا نَارِي 
وَعِشْتُ الْعُمْرَ مَا عِشْتُ 
بِأشْوَاكٍ وَصَبَّارِ 
وَلَمَّا فَاضَ بِالْقَلْبِ 
وَأَدْلَى دَلْوَهُ جَارِي 
وَسِرْتُ بِلَهْفَتِي مَرْسَى 
لِإِقْبَالٍ وَإِدْبَارِ 
أَبِعْتُ هَوَايَا لِلذِّئْبِ 
غَدَا يَعْوِي بِأَوْتَارِي!! 
أَبِعْتُ الْقَلْبَ لِلْأَفْعَى 
يَذُوبُ بِسُمِّهِا الْحَارِ!! 
أَيعرف كَيْفَ يقتلني 
بِسَهْمِ الذُّلِ وَالعَارِ!! 
زَمَانُ الظُّفْرِ وَالنَّابِ 
أُمَزِّقُ فِيهِ أَشْعَارِي 
أُدَارِي الوَجْهَ عَنْ وَجْهٍ 
أُلَمْلِمُ شَعْثَ أَخْبَارِي 
وَعُدْتُ لِبِئْرِ كِتْمَانِي 
لأُخْفِي لَوْنَ اسْرَارِي






عندما لا تستطيع البقرة التخطيط لمستقبلها


كان ياما كان ، كان هناك فأر صغير يعيش سعيداً في مزرعة كبيرة و كان صاحب المزرعة يحتفظ في حظيرته بدجاجة سمينه و خروف كبير و بقرة ضخمة ، و كل هؤلاء كانوا يعيشون في الحظيرة داخل المزرعة و كانت خدمتهم من نصيب زوجة صاحب المزرعة .
و كان هذا الفأر مشاغباً ، يحب أن يدخل بيت المزارع و يأكل منه على الرغم من أن المزرعة فيها كل ما يحتاجة من طعام و شراب و خشب و كل الألعاب التي يحلم بها أي فأر .

و في يوم من الأيام خرج المزارع غضباناً على غير عادة صباحاً و خصوصاً بعدما رأى منظر مطبخ البيت هو و زوجته و كيف أن الفأر قد عاث فيه فساداً . و هنا نظر الفأر من مكان بعيد ليرى رد فعل المزارع الفضبان ، و فوجئ به يخرج من المزرعة مسرعاً و كأنه قد انتوى شيئاً مريعاً .
ثار الخوف و القلق بقلب الفأر و انتظر عودة المزارع على أحر من الجمر ليعلم بماذا يخطط هذا المزارع ، و عند غروب الشمس دخل المزارع من باب المزرعة و هو يحمل في يديه لفافه كبيرة يخبئ بها شيئاً …
خاف الفأر و ظل يتابع المزارع من بعيد حتى فوجئ بهول الفاجعة …
إنها مصيدة فئران ..
هنا هم الفأر بالهرب و قد خاف قلبه و ارتعدت مفاصله ، و لكنه أسرع و ذهب للدجاجة و قال لها بصوت مرتعد : أيتها الدجاجة إنتبهي !!
فقد اشترى المزارع شيئاً يجب أن نحتاط منه جميعاً .
قالت الدجاجة : خائفة ، و ما هو أيها الفأر ؟
قال لها الفأر : إنها مصيدة فئران ؟
ابتسمت الدجاجة : و قالت أيها الفأر ، إنها نكته طريفة ..
قال لها الفأر مؤكداً : أيتها الدجاجة إنها مصيدة فئران ، يجب أن نحتاط منها ، نخاف منها .
قالت الدجاجة بصوت عالي : أيها الفأر ، إنها مصيدة فئران و أنا دجاجة و الدجاجة لا تخاف من مصيدة الفئران .
و الأن دعني .
تركها الفأر غاضباً و ذهب إلى الخروف و قال : أيها الخروف قد اشترى المزارع شيئاً يجب أن نحتاط منه .
قال الخروف خائفاً : و ما هو أيها الفأر ؟
قال الفأر : إنها مصيدة للفئران !!
قال الخروف : أيها الفأر ، ألا ترى أنني أكبر من أن أخاف من مصيدة الفئران .
تعجب الفأر من رد الخروف و قال له بصوت عال : أيها الخروف إنها مصيدة فئران .
هنا نهره الخروف ، و أمره بالإنصراف مسرعاً قبل أن يفعل شيئاً قد يضره ، أي الفأر .
تركه الفأر متعجباً و ذهب إلى البقرة و قال لها : أيتها البقرة ، قد اشترى المزارع شيئاً يجب أن نحتاط منه .

قالت البقرة و هي قلقة : و ما هو أيها الفأر ؟
قال الفأر : إنها مصيدة للفئران .
قالت البقرة : إنصرف بعيداً أيها الفأر ، فأنا لا أخاف من مصيدة الفئران .
انصرف الفأر مذهولاً من الدجاجة و الخروف و البقرة و هو يقول داخل نفسه ، كيف لا يخافون من مصيدة الفئران ؟
و عقد الفأر العزم على أن لا يقترب من مكان المصيدة حتى و لو مات من الجوع ، و هنا ظل الفأر يترقب المزارع حتى رأه يخرج و بيده المصيدة ثم تابعه بنظراته حتى علم مكان المصيده .
و مرت الأيام يوماً تلو يوم .. حتى حدثت المفاجأه ..
سمع كل من بالمزرعة صوت المصيده و هي تغلق بابها و كان صوتها عالياً و مرعباً .
و فرع المزارع و قال لزوجته ، أمسكنا بالفأر ، و خرجت الزوجة مسرعة و كان الليل قد دخل و أظلم المكان كله ، و دخلت الزوجة الحظيرة لتبحث عن المصيدة ، حتى وجدتها و ما أن اقتربت منها حتى صرخت بصرخة مدوية ، و قالت : آآآآآآآآآآآآآه
أسرع الزوج خارجاً من البيت لينجد زوجته و ليرى ما الذي حدث ، و عندما وصل إليها وجدها ملقاه على الأرض و المصيدة بجانبها و قد أمسكت بثعبان كبير ، وعلم منها أن الثعبان قد لدغها بقوة .
إنقض المزارع ساعتها على الثعبان فقتله ، ثم حمل زوجته إلى داخل الدار و أسرع لإحضار الطبيب .
جاء المزارع معه الطبيب بسرعة ، و كانت الزوجة بحالة صحية متدهورة .
أعطاها الطبيب الدواء و نصح زوجها أن يعطيها من الغذاء ألوان ، و أوصاه بحساء الدجاج ، ثم انصرف الطبيب .
اسرع المزارع إلى الحظيرة ، بحثاً عن الدجاجة حتى وجدها فذبحها و قدم لزوجته لحمها و حسائها حتى تتغذى عليهما ، أكلت الزوجة ما تستطيعه ثم نامت من ليلتها و بجوارها زوجها ، و عندما أصبح الصباح كانت الزوجة قد ماتت ..
و حزن المزارع على وفاة زوجته و قام بإبلاغ أهل قريته بما فيهم أهله و أهل زوجته ، و بعد الدفن حضر أهله و أهل زوجته لمواساته و أراد المزارع أن يقدم واجب الضيافه لهم ، فدخل المزرعة و أحضر الخروف فذبحه و قدمه طعاماً لضيوفه .
مرت الليله الأولى على الزوج وحيداً في داره و في اليوم التالي حضر لتعزيته أهل القرى المجاورة لقريته ، فما كان منه إلا أن دخل للحظيرة و أخرج البقرة فذبحها ليقوم بواجب الضيافة لهم .
و بعد إنتهاء أيام العزاء نظر المزارع إلى الحظيرة فوجدها قد أصبحت خاليه من كل شئ ، فعقد العزم على ترك المزرعة بما فيها ، فأخذ حاجياته و ترك المزرعه و عندها خرج الفأر من جحره  و هو يقول : كان يجب على الجميع أن يخافوا من مصيدة الفئران  !!

طلب الحق

 
إن المسلم الصادق ينشد الحقيقة ويفر من الخديعة ، همّه بلوغ الحق سواء على يده أو على يد محاوره فالحكمة ضالته .

وقد انتقدت امرأة عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – في مسألة تحديد المهور وهو في خطبته على ملأ من الناس، فقال : أصابت امرأة وأخطأ عمر فحفظ التاريخ روعة ذلك الحدث لعمر _ رضي الله عنه – ونُسيت بل حتى لم يذكر المؤرخون اسم تلك المرأة التي استطاعت أن تصوب قرار الخليفة !!

قال الإمام الشافعي :
" ما كلمت أحداً قط إلا ولم أبال بيَّن الله الحق على لساني أو لسانه ".

وقال أبو حامد الغزالي:
" أن يكون في طلب الحق كناشد ضالة لا يفرق بين أن تظهر الضالة على يده أو على يد من يعاونه،ويرى رفيقه معيناً لا خصماً،ويشكره إذا عرفه الخطأ وأظهر له الحق".

ومن طلب الحق أن تضع نفسك مكان محاورك وتبحث في الأسباب المحتملة لحيدته عن الحق .

ولا نرفض الحق إن جاءنا من غير المسلم حتى لو كان في أمر ديننا فما بالك إن جاءنا من إخواننا في أمور دنيانا، فعن قتيلة بنت صيفي الجهينية قال : أتى حبر من أحبار اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ، نعم القوم أنتم ، لولا أنكم تشركون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سبحان الله وما ذاك ؟! " قال : تقولون إذا حلفتم والكعبة . قالت : فأمهل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً ثم قال : " إنه قد قال ، فمن حلف فليحلف برب الكعبة " قال : يا محمد نعم القوم أنتم لولا أنكم تجعلون لله نداً ، قال صلى الله عليه وسلم : " سبحان الله ، وما ذاك ؟! قال تقولون ما شاء الله وشئت . قالت فأمهل رسول الله صلى الله شيئاً ثم قال : " إنه قد قال ، فمن قال : ما شاء الله فليفصل بينهما ثم شئت ".

ومما يبتلى به بعض الناس حب الحديث لحاجة وبدون حاجة ، وشهوة السيطرة على المجالس ، وإظهار البراعة والثقافة ، وانتزاع الإعجاب وانتظار الثناء من الآخرين ، وهذا ولا شك مما يحبط أعمالهم وقلما يجدون به القبول عند الناس.

قال الشاعر أحمد شوقي :
إذا رأيت الهوى في أمة حكماً ** فأحكم هنالك أن العقل قد ذهبا

ولذلك حبذا لو راجع الدعاة إلى الله أنفسهم من وقت لآخر ، لأن وظيفتهم التي شرفهم الله بها تعتمد في أصلها على الحوار . ولقد فطن لذلك عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – بقوله : " والذي لا إله غيره ما على ظهر الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان " .

كما يجب أن نتذكر أن هوى النفس لا يأتي عرياناً بل مزخرفاً بألفاظ النية الخالصة : " إحقاقاً للحق أقول " .. " انتصاراً للأمة " .. ثم يندس هواه بعد ذلك من حيث يعلم أو لا يعلم .

ولذلك ينبغي للمحاور أن يقف مع نفسه قبل كل حوار وقفتين :
• هل نيتي خالصة لله في هذا الحوار .

فإن غلب على ظنه أن نيته خالصة ، وقف وقفته الثانية :
• هل هناك فائدة ترجى من هذا الحوار ؟ أم لعله يثير فتنة ، أو مدعاة لترف فكري من غير ضرورة، أم أن تركه خير من نتيجته المرجوة في أحسن الأحوال .

ومن نصائح الرسول صلى الله لأبي ذر الغفاري :
" عليك بطول الصمت فإنه مطردة للشيطان ، وعون لك على أمر دينك "

ولكن يا تُرى لو خلصت النية في حوار مفيد ، ثم طرأ عليها عارض من الشيطان ، هل يحجم عن الحوار أم يستمر فيه ؟

لا ريب أن هذا من مداخل الشيطان ، بل عليه أن يستمر ، ويدعوا الله أن يخلص له قصده.

بقلم: الدكتور طارق الحبيب

Monday, July 29, 2013

القدر الليلة العظيمة التي شرفها الله


بسم الله الرحمن الرحيم

القدر هي الليلة العظيمة التي شرفها الله سبحانه وتعالى بقوله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَالَيْلَةُ الْقَدْرِ . لَيْلَةُ الْقَدْرِخَيْرٌمِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ . تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ . سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر].

سبب تسميتها بليلة القدر:
فقيل: لأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام، وهذا من حكمة الله عزّ وجل وبيان إتقان صنعه وخلق .
وقيل: سميت ليلة القدر، من القدر وهو الشرف، كما تقول: فلان ذو قدر عظيم، أي: ذو شرف، لقوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ . لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر].
وقيل: لأن للقيام فيها قدرًا عظيمًا ، لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: {من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه} (صححه الألباني).

من فضائل ليلة القدر:
- أن الله أنزل فيها القرآن.
- أنها خير من ألف شهر.
-أن الله سبحانه وتعالى وصفها بأنها مباركة قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ} [الدخان:3]
- أن الملائكة تتنزل فيها، وهم لا ينزلون إلاَّ بالخير والبركة والرحمة.
- أنها سلام لكثرة السلامة فيها من العقاب والعذاب بما يقوم به العبد من طاعة الله عز وجل.
- أن الله أنزل في فضلها سورة كاملة تتلى إلى يوم القيامة.
- أن من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.

متى تكون ليلة القدر؟
ليلة القدر في رمضان؛ روى الإمام أحمد والنسائي عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: «يا رسول الله أخبرني عن ليلة القدر أهي في رمضان أم في غيره؟ قال: بل هي في رمضان».

وليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «تَحَرَّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان» (متفق عليه).

اعتكف النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأولى من رمضان يريد ليلة القدر، ثم اعتكف العشر الأوسط، ثم قيل: إنها في العشر الأواخر، وأريها صلّى الله عليه وسلّم، وأنه يسجد في صبيحتها في ماء وطين، وفي ليلة إحدى وعشرين من رمضان، وكان معتكفًا صلّى الله عليه وسلّم فأمطرت السماء فوكف المسجد -أي: سال الماء من سقفه- وكان سقف مسجد النبي صلّى الله عليه وسلّم من جريد النخل؛ فصلى الفجر صلّى الله عليه وسلّم بأصحابه، ثم سجد على الأرض، قال أبو سعيد: فسجد في ماء وطين حتى رأيت أثر الماء والطين على جبهته.. فتبيَّن بهذا أنها كانت في ذلك العام ليلة إحدى وعشرين.

• لفته : في أحد الرمضانات في السنوات الفائتة شعرت بليلة إحدى وعشرين أنها كانت ليلة مميزة وبراحة وطمأنينة عجيبة، فسألت أحد مشائيخي فأجاب أنها في تلك السنة شعروا بها في ليلة إحدى وعشرين.
وليلة القدر لا تختص بليلة معينة في جميع الأعوام بل تنتقل.
وهي في الأوتار أقرب من الأشفاع، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان» (رواه البخاري).
أي في ليلة: إحدى وعشرين، أو ثلاث وعشرين، أو خمس وعشرين، أو سبع وعشرين، أو تسع وعشرين، والله أعلم.
وأرجاها عند أهل العلم: ليلة سبع وعشرين.
*وليلة القدر تكون في الأوتار وغير الأوتار.

الحكمة من إخفاء ليلة القدر:
رحمة للعباد؛ ليكثر عملهم في طلبها في تلك الليالي الفاضلة بالصلاة والذكر والدعاء؛ فيزدادوا قربة من الله وثوابًا.

سؤال وجواب:
سألت أمنا عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر، فما أقول فيها؟ قال: «قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني» ( صحيح، أعلام الموقعين لابن القيم).

ليلة القدر لها علامات تعرف بها منها:
1- قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة، وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان في البر بعيدًا عن الأنوار.
2- الطمأنينة، أي: طمأنينة القلب، وانشراح الصدر من المؤمن، فإنه يجد راحة وطمأنينة، وانشراح صدر في تلك الليلة، أكثر مما يجده في بقية الليالي.
3- قال بعض أهل العلم: إن الرياح تكون فيها ساكنة، أي: لا يأتي فيها عواصف أو قواصف، بل يكون الجو مناسبًا.
4- أن الله يُري الإنسانَ الليلةَ في المنام، كما حصل ذلك لبعض الصحابة.
5- أن الإنسان يجد في القيام لذة ونشاطًا، أكثر مما في غيرها من الليالي.
6- أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع صافية، ليست كعادتها في بقية الأيام.

إخواني:
اجتهدوا في طلب هذه الليلية الشريفة العظيمة المباركة، وقولوا بلسان العبد الفقير الخائف الذليل المنكسر بين يدي مولاه اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

مختارات في منتهى الروعة

أسعد أهل الأرض


من يعي أن الصلاة هي الصلة بالله وليست

!!! الحمل الذي نذهب لنرميه عن كاهلنا و نتملَّلْ

كلما أحسنت ظنك ، أحسن الله حالك
وكلما تمنيت / الخير لغيرك ، جاءك ، الخير
!!!!من حيث لا تحتسب


سئل أحد الحكماء


ممن تعلمت الحكمة قال : من الرجل الضرير ، لأنَّه لا يضع قدمه على الأرض

!!!! إلا بعد أن يختبر الطريق بعصاه

لكي تعرف ما يفكر فيه الناس راقب ما يفعلونه
!!!! لا ما يقولونه



كان الصحابة يفعلون السُنَّة لأنها سُــنَّة

ونحن نتركها لأنها

!!! سُــــنَّة

الثقـَة مثـل الممحـاه تصبَح أصغـر و أصغـر

!!! بَعـد كِل خَطـأ ، إلى أن تختفـي



ما الفرق بين السخاء والجود والإيثار ؟ السخاء : إعطاء الأقل وإبقاء الأكثر ، والجود : إعطاء الأكثر

!!! وإبقاء الأقل ، والإيثار : إعطاء الكل من غير إبقاء شيء

مصاب بشلل رباعـي يسأل المفتي

عن كيفية الطهارة لصلاة قيام الليل إن لم يجد من يساعده ؟!! ، سمعتها فأيقنت أن المرض
!!!( مرض القلـوب )


دموع المظلومين هي في أعينهم دموع


!!! ولكنها في يد الله صواعق يُضرب بها الظالم

من مراتب البر العالية بالوالدين أن لا تخبرهما بهمومك وأحزانك وآلامك ، إلا عند الضرورة
!!!! لأنهما سيحزنان ويتألمان أضعاف ما تحزنه وتتألمه أنت


لا تجعل الدعاء كالدواء ، لا تستعمله


إلا عند المرض والمصيبة فقط


بل إجعل الدعاء كالهواء ادع ربك في كل وقت


!!! [ في السراء والضراء ]

قيل لأعرابي : أتحسن الدعاء لربك ..؟

فقال : نعــم قيل : فادع فقــال

... أللهم إنك أعطيتنا الإسلام من غير أن نسألك ، فلا تحرمنا الجنة ونحن نسألك


لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم


رسالة تستحق التأمل والتفكر في خلق الباري سبحانه

أِحتقر أحدهم دودة الارض ، فضحكت وقالت : تواضعوا

[ يا بشر ]

!!!!!ولا تتكبرو ، فما أنتم سوى/ وجبة طعامي في القبر

Saturday, July 27, 2013

تحرر من القيود

مصطفى كريم
(وضعت ضفدعة في إناء ماء ساخن جدًا، وعندما وضعت في الماء قفزت إلى الخارج فورًا؛ لأنها شعرت بالتغيير المفاجئ، فأحضروا قليلًا من الماء الساخن ووضعوا فيه تلك الضفدعة وأغلقوا الإناء الزجاجي الذي وضعوها فيه، فحاولت أن تقفز مرة أخرى، ولكنها لم تستطع الخروج؛ لأن الإناء مغلق بإحكام.
حاولت مرة عدة، ولكنها فشلت، فاستقرت في الماء، فزادوا كمية الماء، ثم وضعوا الماء على نار هادئة، فبدأت درجة حرارة الماء ترتفع تدريجيًّا، وأخذت الضفدعة تتعود على درجة الحرارة، فرفعوا درجة الحرارة وتعودت الضفدعة على هذه الحرارة مرة أخرى، وظلوا يزيدون من درجة الحرارة ولكن الضفدعة خرجت من الماء مسلوقة ومهترأة)[ أيقظ قدراتك واصنع مستقبلك، د.إبراهيم الفقي، ص (35)].
وهكذا كثير من الناس قد اعتادوا على مجموعة من السلوكيات التي تضرهم ولكن لم يبذلوا مجهودًا لتغييرها، ولربما تأتي هذه السلوكيات فتقضي عليهم، وهذا ما نسميه بالعادة.
فالعادة هي سلوك متكرر يصدر من الشخص بصورة لا إرادية؛ نتيجة قناعة ترسخت في عقله الباطن عبر السنين.
خطورة العادات:
وتنبع خطورة العادات من أنها تتحكم تمامًا في سلوكيات الإنسان، وبالتالي تتدخل في كل لحظة من لحظات حياته، فالإنسان في الحقيقة ما هو إلا مجموعة من العادات، كما تقول الحكمة القديمة: (اغرس فكرة احصد فعلًا، اغرس فعلًا احصد عادة، اغرس عادة احصد شخصية، اغرس شخصية احصد مصيرًا) [العادات السبع لأكثر الناس فاعلية، ستيفين كوفي، ص (63)].
فالعادات في النهاية هي التي تحدد مصير الإنسان ـ بإرادة الله تعالى ـ في الحياة سواءً أكان النجاح أم الفشل.
مثال: إنسان لديه عادة التسويف والكسل، كيف تكونت لديه هذه العادة؟
1ـ شبَّ منذ صغره فرأى أباه أو أمه يكسلان عن واجباتهما، ويُسوِّفان أعمالهما (فكرة).
2ـ بدأ يمارس نفس هذه الأفعال التي رآها من والديه (فعل).
3ـ بتكرار الفعل ومع مرور السنين تكوَّن لديه سلوك الكسل (عادة).
ما رأيك في إنسان عنده عادة التسويف والكسل، وإيثار الدعة والراحة على العمل الجاد الدءوب، فكيف سيكون ذلك مؤثرًا على حياته؟ لاشك أنه سيحصد شخصية كسولة تقوده إلى مصير الفشل الذريع.
وعلى العكس من ذلك إنسان لديه عادة الجدية والالتزام، ومع الممارسة لأفعال الجدية وحب النشاط والعمل، ترسخت في نفسه تلك العادة، فحصد شخصية جادة نشيطة منضبطة، لابد أن تقوده في النهاية إلى مصير النجاح بعون الله تعالى.
إذًا فنجاح الإنسان وخروجه من نفق الفشل مرتبط بعاداته، فللنجاح عادات كما أن للفشل عادات.
هل من الممكن تغيير العادات؟
عندما انطلقت السفينة (أبوللو 2) في رحلتها إلى القمر، تجمَّد المشاهدون على شاشات التلفاز وفي محطة الإطلاق في أماكنهم، حينما رأوا أول إنسان يمشي على القمر ثم يعود إلى الأرض، ومن أجل الوصول إلى هناك كان على رواد الفضاء في تلك السفينة أن يتخلصوا من أكبر عائق في طريق الوصول، ألا وهو قوة الجاذبية الأرضية.
ومن أجل ذلك؛ تم تحميل تلك السفينة على صاروخ فضائي ذي مراحل مختلفة، استخدم هذا الصاروخ في المرحلة الأولى للإطلاق كمًّا هائلًا من الطاقة في الدقائق الأولى من الإطلاق خلال الأميال الأولى القليلة من الرحلة، يزيد عما استخدم في غضون الأيام التالية لقطع مسافة حوالي نصف مليون ميل، وذلك للتخلص من أسر الجاذبية الأرضية.
وعادات الإنسان أيضًا لها قوة جذب هائلة؛ لأن القناعات التي نتجت عنها قد استقرت في أعماق العقل الباطن عبر السنين، ولكن مع ذلك يمكن تغييرها بالجهد والمتابعة، ومع أن ذلك يستغرق جهدًا جبارًا في أول الأمر، لكننا بعد ذلك يخف الأمر علينا بعد أن نشعر بالتخلص من أسر هذه العادات، وما لها من آثار سلبية على حياتنا.
والرائع في الأمر أننا عندما نستبدل عادات الفشل بعادات النجاح، فإن عادات النجاح أيضًا تكون لها نفس تلك الجاذبية القوية، بمعنى أننا لن نستطيع التخلي عنها بسهولة، مما يحتم علينا أن ننجح ولو رغمًا عنَّا، فالعادات إذًا لها قوة جذب هائلة وبإمكانك أن تُسخِّر تلك القوة لتعمل لصالحك، أو تُسخِّرك هي لنفسها لتعمل ضد نفسك، فالعادات يمكن تغييرها جزمًا، وهذا مقتضى قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: ١١].
يقول الإمام الغزالي رحمه الله: (لو كانت الأخلاق لا تقبل التغيير لبطلت الوصايا والمواعظ والتأديبات، ولما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حسنوا أخلاقكم)، وكيف ينكر هذا في حق الآدمي وتغيير خلق البهيمة ممكن، إذ ينقل الصقر من الاستيحاش إلى الأنس، والكلب من شره الأكل إلى التأدب والإمساك، والفرس من الجماح إلى سلاسة الانقياد، وكل ذلك تغيير للأخلاق) [إحياء علوم الدين، الغزالي، (2/255)].
الرياضة وتغيير العادات:
ولا نعني هنا ممارسة الرياضة البدنية من كرة وألعاب قوى وغير ذلك، وإنما الرياضة هو المصطلح الذي أطلقه علماء التربية المسلمون على الممارسات التربوية التي يمكن من خلالها تغيير الأخلاق والعادات السيئة، واستبدالها بأخرى حسنة.
ويشرح لنا الغزالي رحمه الله تعالى معنى الرياضة، فيقول: (وهي حمل النفس على الأعمال الجالبة للخلق المطلوب، فمن أراد تحصيل خلق الجود فليتكلف فعل الجواد من البذل؛ ليصير ذلك طبعًا له، وكذلك من أراد التواضع تكلف أفعال المتواضعين، وكذلك جميع الأخلاق المحمودة، فإن للعادة أثرًا في ذلك، كما أن من أراد أن يكون كاتبًا تعاطى فعل الكتابة، أو فقيهًا تعاطى فعل الفقهاء من التكرار حتى تنعطف على قلبه صفة الفقه، إلا أنه لا ينبغي أن يطلب تأثير ذلك في يومين أو ثلاثة، وإنما يؤثر مع الدوام، كما لا يطلب في النحو علو القامة في يومين أو ثلاثة، فللدوام أثر عظيم) [مختصر منهاج القاصدين، ابن قدامة، (3/10)].
بهذا النص التربوي الثمين يقرر لك الإمام الغزالي رحمه الله القاعدة الذهبية في تحويل العادات السلبية إلى أخرى إيجابية، وهي قاعدة وضعها من قبله سيد المربين محمد r حينما قال: (إنماالعلم بالتعلم، وإنماالحلم بالتحلم، ومن يتحرَّ الخير يعطه، ومن يتق الشر يوقه) [رواه الطبراني، وحسنه الألباني].
فطريق التخلص من عادات الفشل، واستبدالها بعادات النجاح؛ إنما يكون بتكلف عادات النجاح وأفعالها وسلوكياتها لفترة طويلة، يبذل فيها طالب النهوض جهدًا كبيرًا حتى تصير عادات النجاح له طبعًا متأصلًا فيه، بحيث تصدر عنه سلوكيات الناجحين بلا تكلف ولا حرج.
وتبعًا لذلك فإن العامل الحاسم في تغيير العادات هو مدى صبر الإنسان على مقاومة جذب العادات القديمة له، وتحمل الضغط الناشئ من تكلف العادات الجديدة.
استخدم تقنية مولد السلوك الإيجابي وهي تقنية رائعة وفعالة من تقنيات البرمجة اللغوية العصبية تساعد على برمجة العقل الباطن وفق العادات الإيجابية، من خلال ما يلي [قوة التحكم بالذات، د.إبراهيم الفقي، ص(115-117)، بتصرف]:
1ـ اختر مكانًا هادئًا ومريحًا بحيث لا يزعجك أي أحد على الإطلاق لمدة 30 دقيقة على الأقل.
2ـ فكِّر في سلوك أو عادة إيجابية ليست عندك، ولكنك تتمنى أن يكون لديك، مثل هذا السلوك مثل الجرأة أو الثقة بالنفس... إلخ.
3ـ تنفس بانتظام وفكِّر في أحد الأشخاص الذين يحوزون إعجابك ممن تعتقد أن لديه هذا السلوك، وإذا لم يكن في ذهنك شخص بعينه تخيل أحد الأشخاص.
4ـ أغمض عينيك وتخيَّل أن أمامك حاجزًا شفافًا يمكنك الرؤية من خلاله.
5ـ تخيَّل أنك ترى الشخص الذي في ذهنك من خلال هذا الحاجز الشفاف، وقم بملاحظة ما يفعله، وكيف يتكلم، وكيف يتنفس، ولاحظ أيضًا تعبيرات وجهه وتحركات جسمه، وهو يمارس ذلك السلوك الإيجابي الذي تود اكتسابه.
6ـ تخيَّل أن جزءًا منك يسبح في الهواء متخطيًا الحاجز الشفاف، ليقف بجانب ذلك الشخص حتى يتعلم الطريقة التي يتصرف بها.
7ـ تخيَّل الجزء السابح منك يحل محل الشخص الذي تعتبره نموذجًا، وأن هذا الجزء أصبح يمتلك كل ما تحتاجه للسلوك الجديد، لدرجة أن تشعر أنك مقتنع به تمامًا.
8 ـ تخيَّل أن الجزء السابح منك يعود لك متخطيًا الحاجز الشفاف، ويندمج مرة أخرى في جسمك، قم بملء إحساسك بهذا الاندماج، أنت الآن تملك السلوك الذي تتمناه.
9ـ تخيَّل نفسك في المستقبل وأنت في أحد المواقف التي كان من الممكن في الماضي أن تحد من تصـرفاتك، ولاحظ كيف ستتصـرف وفقًا للمعلومات التي اكتسبتها، والسلوك الجديد الذي هو لديك الآن.
10ـ عندما تكون راضيًا تمامًا عن السلوك الجديد الذي اكتسبته، ارجع للحاضر ببطء وافتح عينيك.
11ـ كرِّر هذا التمرين كل يوم لمرة واحدة، وستندهش من حجم التغيير الذي سيحدث في عاداتك بعد شهر واحد.