Thursday, August 1, 2013

النخوة التي ماتت

لم أتصور أن يأتي يوم وتصبح شيمنا وأخلاقنا كعرب أولا وكمسلمين عاجزة عن نصرة أخواننا في غزة وفلسطين أو أي مكان!!

لطالما تغنى العربي بنخوته وشيمته وفزعته لنصرة جاره أو من يستنجد به حتى وان كان لا يعرفه. وفي يومنا الحاضر ماتت تلك النخوة وتلك الشيم عن نصرة أخوة الدين والدم وهذه صرخاتهم تكاد تصم آذاننا يوميا بل كل ساعة وكل دقيقة.

ماذا دهى العرب وماذا حدث لشيمنا وأخلاقنا ونخوتنا!!؟ هل ماتت تلك النخوة بسبب تكرر مناظر الاضطهاد والذل في أخواننا في فلسطين أم قتلها حكام العرب بإذلالهم للنخوة والشيمة والفزعة في قلوب الشعوب.

من الذي يتحمل وزر ما يحدث من تخلي العربي عن أخيه العربي الذي يستنجد به في اشد حالات الاستعباد والهوان على النفس الأبية. لماذا ألجمنا آذاننا عن سماع واقع أخواننا في غزة وفلسطين بينما نسمع يوميا عن موت الكلب المدلل فلان وهروب القطة فلانة وتسرب النفط وأثره على اسماك لويزيانا، ونزول الأسهم وصعودها!!.

يا أمة العرب، هناك شعب مسجون في غزة، بعضهم قد لا يجد قوت يومه وبعضهم لا يجد الدواء ولا الكساء، وأنتم منعمون في نعم الله التي تجبى إليكم من كل مكان، ألا تشعرون أن هناك أمرا يستحق منكم الشعور بالمسؤولية تجاه إخوانكم في ارض غزة وفلسطين بصورة عامة.  يا أمة العرب التي شرفها الله بحمل رسالة  الإسلام و الأخلاق والنخوة إلى العالم ألا تشعرون أنكم مقصرون في نجدة إخوة لكم يحاربون على الهوية ويقتلون على الدين وتسفك دمائهم بلا رحمة ولا شفقة.

بالله عليكم متى ستتحرك فيكم نخوة العرب، أعندما تصفى فلسطين وغزة من كل مجاهد أم عندما يسحق كل سكان فلسطين الصالحين ولا يبقى إلا العملاء والخونة، وهل بعد رخص دم العربي في فلسطين سيكون هناك أمر اشد من ذلك!؟ فلا أظن أن دم العربي سيكون ارخص مما شاهدناه ونشاهده يوميا في أخواننا في فلسطين والعراق. أم أنكم تنتظرون حتى تجدوا اليهود في ارض المدينة المنورة يعيثون فيها فساد وتقتيلا مطالبين بخيبر أو على ضفاف نهر النيل مطالبين بأرض اليهود القديمة في مصر.

نخوة العربي التي تأبى أن ترى الظلم والذل والهوان، تتلاشى في قلوب وعقول العرب شيئا فشيئا، ويحل محلها إسقاط نفسي وهزيمة داخلية تكاد تذهب ببقايا الرجال وتكاد تجعلنا ننتظر بعثا جديد من نساء الأمة لعلهن أكثر نخوة من هؤلاء الرجال المسوخ.

حكام العرب يسمعون ويرون يوميا ما يحدث في غزة وفلسطين، أيعقل أن اردوغان التركي الشهم أكثر شعورا بالمسئولية من واحد وعشرين رئيس دولة وواحد وعشرين قائد وواحد وعشرين أمير للمؤمنين. هل يعقل أن تركيا تخرج عن بكرة أبيها تنادي بفك الحصار عن غزة والعرب نيام بين القصور والجواري والذهب والفضة.  أي نخوة هذه إذا كان  العربي متقاعس عن القيام بواجبه بينما نجد الفزعة من الأوروبيين والمسيحيين، بل ومن بعض اليهود الذين يشعرون بالخزي مما يفعله بنو جلدتهم.

وهل تبقت أي شيمة فيكم أيها العرب بعد أن رأينا كيف تخرج النساء كبارا وصغارا لركوب سفن فك الحصار بينما نحن نربي الكروش والعروش حيارى بين المنتزهات والمنتجعات. لقد أصبحت اخجل من عروبتي، بل أكاد اشعر أنها عار علي وعلى كل من يحملها.  إن واقع الشيمة العربية والنخوة مزرٍ في ظل القتل الواضح لكل نخوة العرب وشيمهم الذي تمارسه الحكومات العربية بشتى الصور والأساليب.

فتارة يمنعوننا عن التبرعات لإخواننا في غزة. وتارة يغلقون الحدود بيننا وبينهم، وأخرى يحاربون حتى التجمع السلمي من اجل نصرة إخواننا ولو بالكلمة أو المقالة أو الحديث العلني. إننا نحارب في كل مشاعرنا وكل أحاسيسنا تجاه أخواننا في غزة وقضية فلسطين بكل أساليب القهر والذل ، حتى بات ذلنا في بلادنا العربية اشد من واقع فلسطين وواقع غزة.  لقد فتحت السجون لكل من ينوى أن يناصر إخوانه في فلسطين أو غزة. وأغلقت الحدود والخنادق الأرضية وبنيت السدود الفولاذية والأسمنتية إمعانا في قتل وريد الحياة الوحيد إرضاء لليهود وإذلالا للشعوب العربية التي ترى أن من واجب دينها عليها أن تنصر إخوتنا في غزة أو في فلسطين.

لقد أصبح من يجمع التبرعات لنصرة غزة وأهلها مجرما وأصبح من ينوي الجهاد هناك مخترقا للقانون وأصبح من يعين على إزالة الظلم عن أهل غزة إرهابي، وأصبح الشعور بوجوب نصرة المظلوم جرم يحاسب عليه صاحبه وأصبحنا تدريجيا بين خوف وفزع من الجلادين والسجون والأنظمة.

إن الموت ارحم مما يفعل بنا اليوم، بل إن موت الإنسان أرحم من أن يرى إخوة له يموتون يوميا وهو عاجز أو تم تعجيزه قسرا عن نصرة أخوانه وأهله من حملة هذا الدين.

يا حكام العرب بدلا من أن نموت في سجونكم وبين ايدي جلاديكم، دعونا نموت في فلسطين، واتركوا دمائنا تسيل هناك أشرف لنا ولكم....فسحقا لنخوتكم التي ماتت وسحقا لشيمكم التي اندثرت.

No comments:

Post a Comment