الخرافة هي ما يعتقده الناس أنه صحيح وحقيقة لكنه بالأصل باطل لا أساس له ، وقد نكون نحن إحدى أكثر الأمم تأثراً في هذه الخرافات لأن المنطقة العربية استعمرها الناس من الحضارات الأخرى واحتككنا بحضارات كثيرة أثناء الفتوحات الإسلامية فجمعنا كل تلك الخرافات التي للأسف هي أقوى من الحقائق لأنها مثيرة للغاية.
- من أكثر الخرافات غرابة من ناحية الإيمان بها ما يسمى بطاسة أو كاس الرعبة ، فنحن نقوم بعملها وصناعتها ومن ثم نشرب بها عند خوف إنسان ، السر الحقيقي لفائدة هذه الخرافة هو اطمئنان الإنسان إلى أنها ستجعله ينسى الخوف فيقنع نفسه بذلك ، أي ببساطة المسألة اقتناع بخاطىء يؤدي إلى نتيجة صحيحة.
- في مسلسل كوميدي طريف، يؤمن أحد الفتيان بأن قطعته النقدية الحمراء هي جالبة الحظ له، وعندما تضيع منه يمر بمعاناة كبيرة ويحاول كل أهله إقناعه بأن لا وجود لمفهوم الحظ لكنه يبقى مكتئباً حتى يقوموا بتزوير قطعة نقدية له ويقولون له هذه قطعتك الضائعة فتعود النتائج الإيجابية لحياته والسبب الثقة طبعاً، وعندما يعرف أن القطعة مزورة لا يعترف بخرافاته بل يقول "هذه قطعة جالبة للحظ أكثر من القديمة".... ببساطة هناك عقول ترتاح للعيش مع الخرافات!
- أسوأ ما في الخرافات أنها توقف عقل الإنسان عن التفكير وتجعله غير قابل للإقناع ولو بأدلة من كل جهات العالم ، فكثيرون عندما تم إقناعهم بأن المعلومة التي يمتلكونها خاطئة يقولون يبدو أنها مسألة فيها وجهة نظر وهذه أكبر درجة تنازل ممكن الحصول عليها.
- تصبح الخرافة أقوى لو تم دمجها بالدين أو التاريخ، فكثيرون لا يستطيعوا الاقتناع حتى الآن أن نيل أرمسترونغ لم يسلم، وكثيرون لا يستوعبون أن مايكل جاكسون أصبح أبيض بسبب دواء لمرض البهاق وليس بسبب عملية تجميل، عند ربط الخرافة بشخص معروف ومع بهارات الإثارة يصبح من الصعب منع الناس من نشرها .. لأنها مسلية فقط.
- الرأي العام لو كان جاهلاً يرفض النقاش العلمي تصبح الخرافة قادرة على تحريكه بشكل سهل جداً، ومجتمع تسود فيه الخرافة يستحال أن يكون منتجاً قادراً على حكم نفسه وقيادة أمره ، فحتى الصين عندما كانت تؤمن بالخرافات احتلها اليابانيون بـ 23 الف جندي فقط والآن نتحدث عن قوة ضاربة.
- يحكم الديكتاتور شعبه بالنار وبالخرافة ، فالشعب الذي ينجح حاكمه بنشر الخرافات في عقله يصبح سهل الحكم، فيكون المهدي مرتبطاً بقصة انقلاب في الوطن ويظهر أخر في القمر وثالث يصبح على علاقة مباشرة بالنبي الخضر....لا أنكر المهدي ولا أنكر القمر ولا أنكر الخضر لكنني أنكر القصص المؤلفة بحقهم لصالح جهات تعيش بيننا.
- الخرافات أنواع ؛ صحية تقتل الجسد وعلمية تقتل العقل ودينية تقتل القلب والمنطق واجتماعية تجعلنا سذجاً.
- كل الخرافات يمكن النجاة منها إلا خرافة الإنسان مع نفسه ، كأن يقنع نفسه بالنجاح وهو فاشل أو بالطيبة وهو شرير أو بالمرض وهو سليم ... وهنا تصبح الخرافة جزءاً من كيان وليست دخيلة عليه ولا يعافى منها الإنسان عادة إلا بعد فوات الآوان.
- نستخدم مصطلح خرافة ولا نعرف مصدره، والقصة التي بدأ منها هذا الاسم تعود إلى شخص بالغ بقصته واسمه خرافة، فخراافة رجل زعم ان الجن استهوته مدة...ثم لما رجع الى قومه أخبرهم بما رأى فكذبوه حتى صاروا يقولون لما لا يمكن وقوعه "حديث خرافة".
- ما يحمينا من الخرافات هو تحليل الأمور قبل الاقتناع بها، لأننا ما إن اقتنعنا بها لن يعود منطقياً تفكيرنا به ولو فند لنا كل البشر هذه الخرافة فسوف تبقى أطرافها عالقة في عقولنا ... لذلك الفلترة قبل الشرب!